كفارة الجماع في نهار رمضان
شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله عز وجل، بالصيام والطاعات، حيث يتسم بالقدسية والأحكام الخاصة التي تميزه عن باقي الشهور، ومن بين هذه الأحكام، وجوب الامتناع عن المفطرات، مثل: الجماع في نهار رمضان، الذي يعد من أعظم المفطرات التي توجب الكفارة.
في هذا المقال، سنتحدث عن حكم الجماع في نهار رمضان، ودور الجمعيات الخيرية، مثل: جمعية كنان في تسهيل أداء الكفارات.
تعرف على فضل إفطار صائم في رمضان وشارك في الخير مع جمعية المستودع الخيري!
حكم الجماع في نهار رمضان
حرم الدين الإسلامي الجماع في نهار رمضان للصائمين، واعتبره من المفطرات العمدية التي تفسد الصيام وتوجب التوبة والكفارة، والدليل على ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلًا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "هلكتُ يا رسول الله! قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان".
وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن الجماع في نهار رمضان لا يوجب قضاء اليوم فقط، بل يُلزم المسلم بكفارة مغلظة.
متى تجب الكفارة؟
ومع تيسير الدين الإسلامي على عموم المسلمين، فلا تجب الكفارة غير في حال تحقق الشروط التالية:
- أن وقع الجماع في نهار رمضان، أم الجماع بعد المغرب فلا كفارة فيه.
- أن يكون متعمدًا، في حالة النسيان فلا كفارة عليه.
- المقدرة، يجب أن يكون الصائم قادرًا، فلا تلزم الكفارة من أكره على الجماع أو كان في حالة ضعف شديد لا يستطيع التحكم في أفعاله.
شروط وجوب الكفارة
لا تجب الكفارة على كل من وقع في الجماع في أثناء الصيام، بل هناك شروط محددة يجب توافرها، وهي:
- وقوع الجماع في نهار رمضان: يجب أن يكون الجماع قد وقع خلال ساعات الصيام من خلال الفجر وحتى المغرب، وإن حدث بعد أذان المغرب، فلا كفارة فيه؛ لأن الصيام انتهى.
- تعمد الجماع: إذا نسي الصائم أنه صائم وقد وقع الجماع دون تذكر، فلا تلزمه الكفارة، كذلك في حالة الإجبار ولم يكن لديه اختيار فلا يتحمل الكفارة.
- أن يكون الصائم قادر: لا تجب الكفارة على من كان مكرهًا أو في حالة ضعف شديد لا يستطيع معها التحكم في أفعاله، ولا تلزم من كان جاهلًا بالحكم تمامًا ولم يكن لديه علم مسبق بأن الجماع في نهار رمضان يوجب الكفارة.
أنواع كفارة الجماع في نهار رمضان
فرض الإسلام كفارة مغلظة على من وقع في هذا الذنب، وهي مرتبة على النحو التالي، بحيث يتم الانتقال للخيار التالي في حالة العجز عن أداء الخيار الأول:
- عتق رقبة مؤمنة: هو الخيار الأول للكفارة كما ورد في السنة النبوية، ولكن نظرًا لانتهاء عصر الرق، لم يعد هذا الخيار متاحًا اليوم، فينتقل الشخص مباشرة إلى الخيار التالي.
- صيام شهرين متتابعين: يجب على المسلم صيام 60 يومًا متواصلة دون انقطاع، باستثناء الأيام التي لا يجوز فيها الصيام، مثل: أيام العيد، وإذا أفطر يومًا واحدًا بدون عذر وجب عليه إعادة الصيام من البداية ولكن في حالة عدم القدرة الصحية، ينتقل للخيار الثالث.
- إطعام ستين مسكينًا: في حالة عدم المقدرة على الصيام لعذر شرعي، مثل: المرض المزمن، فيمكنه إطعام 60 مسكينًا بدلًا عن الصيام، ويكون ذلك بإطعام كل مسكين وجبة مشبعة أو ما يعادلها من الطعام الجاف، مثل: الأرز أو القمح.
كفارة الإطعام
في حالة الاضطرار لإخراج الكفارة طعامًا بدلًا من الصيام، فيمكنه ذلك عبر عدة طرق منها:
- تقديم وجبات جاهزة للمحتاجين: يمكن إعداد وجبات مشبعة وتوزيعها على 60 محتاجًا.
- التبرع بثمن الوجبات لجمعية خيرية: يمكنك التبرع معنا في جمعية المستودع الخيري، حيث نتولى توزيع الطعام على الفقراء وإخراج الكفارة.
- إعطاء كل مسكين مقدار نصف صاع من الطعام: أي ما يعادل 1.5 كجم أو ما يعادله من القمح أو غيره.
كيفية ضبط النفس عن الشهوات في رمضان
نظرًا لأهمية تجنب الوقوع في الذنوب، يجب أن يتحلى المسلم بضبط النفس عن الشهوات في أثناء الصيام، وهنا بعض الوسائل التي تساعد في ذلك:
- الدعاء: ينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء ليعينه الله على الطاعة والبعد عن المعاصي.
- غرس العفة في النفوس: تربية الأبناء منذ الصغر على الفضيلة ومكارم الأخلاق يجعلهم أكثر قدرة على ضبط الشهوات، تنمية الوازع الديني يمنع الانحراف عن أوامر الله.
- سد الذرائع المؤدية إلى الفساد: تجنب المواقف التي تؤدي إلى الوقوع في الخطأ، عدم التقارب الزائد بين الزوجين خلال نهار رمضان.
- غض البصر: الامتناع عن النظر إلى ما يثير الشهوات يساعد على كبح الرغبات، قال تعالى: "قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضّوا مِن أَبصارِهِم وَيَحفَظوا فُروجَهُم ذلِكَ أَزكى لَهُم".
- الصلاة والصبر: الالتزام بالصلاة يعين على الثبات في مواجهة الشهوات، والصبر مفتاح لضبط النفس والتحكم في الرغبات.
إذا كنت بحاجة لإخراج كفارة الجماع في نهار رمضان، لا تتردد في التواصل مع جمعية كنان المستودع الخيري من خلال موقعها أفضل مواقع التبرعات عبر الإنترنت، حيث نوفر لك الطرق السهلة لأداء الكفارة نيابة عنك، لنساعدك في تطهير ذمتك والتقرب إلى الله.
